ألوانـــــ الكلامـ

تزداد ثقافة الانسان يوما بعد يوم من حيث الكم المعلوماتي و المعاصرة و التحصيل


المستمر لكل صغيرة و كبيرة و محاولة التطوير الافقي و العمودي في مسيرته العطرة، حيث ان للتواصل بين


الفرد و الاخر اسس و معايير ينطبع فيها نظرة الافراد لبعضهم البعض من حيث الاحترام و التقدير و القيم


الاخلاقية العظيمة. و هذا يوافق فطرة الانسان الذي يحب التكامل الى اعلى و التقدم الى الامام.




يقال ان الخط المستقيم هو أقصر طريق بين نقطتين ، اتصور انها مقولة أو معادلة أو حكمة سهلة الفهم و


المضمون لكن تطبيقها مختلف و متنوع على ارض الواقع. لا أعلم حب الكثير منا للمنحنيات و المتعرجات في



الكلام لسماع رنات ذات صدى مختلف . هل هو بسبب عدم الوضوح و الضبابية أو محاولة التكتم على كل شيء


أم ان الجوهر يعود بسبب عدم العيش بسلم مع الاخرين و محاولة الاساءة لهم عن طريق الاحكام المسبقة

المفتقدة لابسط الادلة العقلية و المستهوية للظنون الشيطانية. شيء ما يختزل بذاكرتي و من يوم الى آخر و هو

عدم الصدق مع النفس و مع الاخر بشتى انواع الاتصال ممكن يكون السبب الجوهري لتقهقرنا الى الخلف.

لماذا الاسراف و التبذير في معاملة لا تستحق و التقتير و الشح في معاملة تستحق كل انواع الاحترام ، لماذا


نوغل نفوسنا في حروب الطواحين التي تدور رحاها بين الشك و سوء الظن و على اساساها تبنى العلاقة


المنتهية قبل بدءها. لماذا تستهوي البشر حب ارتداء الاقنعة و تزيينها مع العلم ان هناك حقيقة اساسية هو ان


المؤمن لا يكذب آبدا. نرسم الكلام المعسول بفرشات آلوان اللسان و هو في الحقيقة بهدف الوصول الى


مصلحة تنتهي في ساعات و ان تعدت حتى الى غضون آيام.

من المفارقات العجيبة التي تشدني يوميا من غرابتها هي الحكم و التفسير الغير منطقي لكلام يكون واضح


عين الشمس و الادهي و الامر انك


تجد طرف يتكلم في نفس الحديث (ممكن يكون سر) مع عشرات الآفراد دون ان يتواصل مع الطرف الاخر


(صاحب الشأن) و لو تسأل كل شخص عن الحديث لاعطاك لونا مختلفا لا يهواه الا ضعفاء الارض . لنكن


صادقين مع انفسنا قبل اي شيء و لنبدا بانفسنا محاولة لتعديل كل النتؤات و التعرجات و محاولة رسم صورة


بارواع الفرشات الموازية لالوان الطبيعة و لكن متى نبدا بالتواصل الحقيقي مع آنفسنا قبل الاخرين و بصدق..!