تنازلات... حبيبه}~...

قالت لي : لا أحتمل رجلاً يحبني كل هذا الحب..

لا أحتمل رجلاً لا أستطيع أن أمسك عليه خطأً واحداً،و أنا امرأة تـخـطـىء كـثـيـراً..

أعـلـم أنـك تغفر لي أحياناً وتُقَوِّمني كثيراً و تحبني دومــاً، و لـكـن مـتـى أغـفـر لك أنا

لا أحتمل رجلاً ــ مهما غبت عنه ــ أبقى على ثقة أني مـعـه لا أفارقه ؛ في عمله ،في نومه، في حلمه ، في همه..

فأنت تفارقني أحياناً حتى و أنت أمامي

حبيبي..

أرجو ان تفهمني دون أن تغضب..

أنت تفرض نفسك عليّ،تحاول أن تقتحم خصوصياتي، تتصور أن حبك الجميل يعطيك هذا الحق ..

و أنا أرفض جهراً وأنت تغضب صمتاً.. و لا تحاول حتى أن تشعرني بغضبك مني،رغم أني أحس بك لأني أحبك حقاً..

أحبك و لكن حباً بشرياً على قدر تجربتي الضئيلة و سني الصغير.

حبيبي..
لا تقل عليَّ مجنونة إذا قلت لك أني كثيراً ما أشك أنك إنسان مثلنا..

ينتابني هاجس أنك مخلوقٌ آخر له القدرة على أخذ الشكل الآدمي.. وأحياناً يتحول هذا الهاجس إلى كابوس مزعج

لدرجة أنني أخاف منك.. ولابد أنك شعرت بهذا الخوف مراراً في تلعثم حروفي و تلجلج لساني حين تبادرني بسؤالك

التليفوني المسائي المعتاد ( كيف كان يومك ؟)،لا أستطيع أن أكذب أو أن أخفي عليك شيئاً لأني أخشى أنك تعرف

حتى ما دار في سريرتي.. فأنت تعلم من خلف الهاتف ماذا أرتدي و كيف أجلس و بم أمسك و إلى أين تتجه عيوني،

و حتى في المرات القليلة التي تخطىء فيها أظن أنك تفعل ذلك عامداً لتـطـمـئني ، و عندما أسألك ( كيف عرفت ؟ )، تقول لي :

( الحب يكشف كل مستور، فأحبيني قدر ما أحبك )


و جربت.. و أعترف أنني بدأت أشعر بما قلتَه لي .. أرى منك خيالات لا تلبث ان تختفي، أقوم لأتصل بك في البيت ــ

رغم علمي مسبقاً أنك غير موجود ــ و ترد عليّ ، أقابلك و أنا علي يقين بلون ملابسك و يصدق حدسي..

و لكن أصبحت على عتبة الجنون و لم أعد أحتمل أي شيء.. لم أعد أحتملك أنت و لا حبك

لقد اتخذت قراري بتركك شئت أم أبيت..

و أظن أنك تَرْبَأُ بنفسك عن حب امرأة لا ترغبك.. صدقني أشعر أني سأندم يوماً ما على هذا القرار أشد الندم ،

و لكن صدقني أيضاً مهما حدث فلن أعود

سألتها ــ و أنا أتمنى أن أنزع قلبي من شدة ( الوجع ) ــ : هل أصبحت تكرهيني لهذه الدرجة ؟

وردت بكل حسرة قبل أن تودعني : الحقيقة.. لم أجد فيك شيئاً أكـرهـه.. و لكن لم يعد فيك شيء أحبه !