المراهقة هي عمر العبقرية
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المراهقة هي عمر العبقرية
المراهقة هي عمر العبقرية
* دكتور سبوك
عندما يكبر الشاب ويتقدم لخطبة فتاة، يندهش لسؤالها المتجدد (هل تحبني حقاً)؟ إنها تسأل هذا السؤال لمجرد أن تشعر أنها محبوبة ومرغوبة وأن الرجل قادر على إسعادها.
فوجئ الأب بأن مدرسة ابنه تطلبه في عمله تليفونياً لتخبره بضرورة الحضور الفوري إلى المدرسة.
وسألها الأب بتوتر: (هل أسباب ابني مكروه)؟
أجابت المدرسة بحدة مبالغ فيها: (جسدياً لم يصب ابنك بشيء، ولكن أخلاقياً يحمل ابنك أكثر من ميكروب للفساد).
وأغلق الأب سماعة التليفون بضيق شديد، واستأذن من رب العمل ليذهب إلى المدرسة. وهناك طلب لقاء المدرسة التي طلبته تليفونياً، ووجدها متزمتة، حادة الطباع، وقدمت له قصاصة من مجلة نسائية تحمل صورة سيئة للنساء،
تساءل الأب بضيق: (وماذا في هذه القصاصة)؟
قالت المدرسة وكأنها تحكي فضيحة ضخمة: (لقد ضبطت ابنك الذي لم يتجاوز العاشرة وهو يدعو زميلته لرؤية هذه الصورة، وهذا فساد).
ضحك الأب ضحكة بسيطة وقال للمدرسة: (دعيني أعالج هذا الموضوع بطريقتي، ولا تعاقبي الطفل على ذلك).
وقال الأب لنفسه: (لو أن المدرسة قرأت كتاباً واحداً عن النمو النفسي للأطفال لما تصرفت مثل هذا التصرف).
إن الانسان ليس مجرداً من المشاعر. ومشاعره يتسق فيها المنطق والأخلاق في نسيج واحد. وأي خروج عن الأخلاق الاجتماعية السائدة يسبب للانسان بعضاً من الوساوس.
إن الانسان لا يحاول أن يقرر للآخرين ما المناسب أو الصحيح، ولكن الانسان كائن اجتماعي يحب أن ينشأ وينمو على احترام عميق للأسس والقواعد الاجتماعية.
وقد يقول قائل: (ولماذا تزدهر إذن تجارة الكتب التي تتحدث حديثاً مكشوفاً عن العلاقات بين الرجل والمرأة؟ ولماذا تتخصص جرائد ومجلات بنشر التقارير والتحقيقات المصورة الملونة عن العلاقة بين الرجل والمرأة)؟
ونقول: إن علينا أن نعرف أن الذين يستثمرون أموالهم في مثل هذه التجارة صاروا اليوم يعانون من قلة في الزبائن. والسبب هو اكتشاف الجمهور في الغرب والشرق أن ما يبيعه هؤلاء التجار هو الوهم.
صحيح أن الكبار، حتى المثاليين منهم، يطالعون بعضاً من هذه الكتب أو المجلات في بعض الأحيان بدافع من الفضول. ومن الصحيح أيضاً أن الانسان المتوازن نفسياً يعرف أن هذه المجلات وتلك الجرائد هي تجارة من خداع.
وعندما يعثر المراهق بين أوراق البيع على مجلة من تلك المجلات قد يقول: (ولماذا يتحدث الكبار عن مثل هذه المجلات بعدم تقدير، ثم يشترونها)؟
وأقول: إن داخل كل انسان مهما نضج طفولته ومراهقته. ففي الطفولة كان الطفل يعبر عن حبه لأمه، كان الفتاة تعبر عن حبها لأبيها. كان هذا الحب له سمة رومانسية غلابة. ومنذ العام السابع والطفل يختلس النظر إلى الأعضاء التناسلية ويحاول أن يعرف الفروق بين الرجل والمرأة. ولا مانع بطبيعة الحال من أن يضحك المراهق للنكتة غير المهذبة وأن يطلق التعبيرات الساخرة على الصور شبه العارية. وعندما يقابل المراهق قيود المجتمع فإنه يتمرد ظاهرياً على هذه التقاليد ولكنه يحترمها في النهاية، ورغم ذلك فهو يضحك لسماع تلك النكتة أو لرؤية المشهد المبتذل تماماً كما يضحك وهو يرى رجلاً انزلق على قشرة موز في الطريق. إن هذه الخشونة التي يقابل بها المراهق الصورة المبتذلة أو النكتة غير المهذبة لا تدل على الفساد الخلقي، بل هي ضحكات لمجرد التنفيس عن الكبت.
وقد يقول قائل: (إن الكبت هو حالة من القمع، وأي خروج عنه يسبب الإحساس بالذنب).
هذا صحيح تماماً. إن الكبت حالة من القمع، أما الإحساس بالذنب فهو عقاب يقوم به الانسان لنفسه في حالة إحساسه بالخروج عن المألوف.
ولابد لنا أن نقول إن الأجيال الجديدة صارت أقل إحساساً بالذنب من الأجيال السابقة.
لقد كانت الأجيال منذ خمسين عاماً تقيم الكثير من الأسوار حول الكثير من الأمور، ثم خفت قبضة المجتمعات قليلاً بخصوص الحديث عن المحرمات. واندفع الشباب الأوروبي والأمريكي في موجة من الانحلال سميت (الحرية الجنسية)، وكان شعارها: (إن من حق أي اثنين أن يمارسا الجنس ما دام ذلك لا يضر أحداً). ولكن ثبت باليقين أن تلك (الحرية) صار لها عواقب وخيمة، وصارت هناك أمراض لا يعرف أحد علاجاً لها. لقد ظن البعض في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات أن اكتشاف أقراص منع الحمل هو اكتشاف لحارس جديد يخبئ أخطاءنا من محاكمة ضمير البشرية العام. فلن تعاني فتاة من الحمل غير الشرعي، ولن يعاني مجتمع من العار الذي كان يسببه ميلاد عشرات من الأطفال غير الشرعيين. ولكن الذين ظنوا مثل هذه الظنون تبين لهم بعد سنوات من ممارسة العلاقات غير المستقرة أن نهاية هذا الطريق هي الخراب.
إن الحب في جوهره الانساني ليس ممارسة التواصل الجسدي فقط، ولكنه أولاً وأخيراً القدرة على رعاية الآخرين.
إن تاريخ البشرية يحفل بالفترات التي انطلق فيها الرجال والنساء إلى ممارسات إرواء غرائزهم دون مراعاة للمسؤولية الاجتماعية والانسانية. وكانت النتيجة دائماً ظهور أمراض غير قابلة للشفاء.
صحيح أن تلك الفترات سجلت لوحات فنية صنعها الخيال مثل لوحات مطاردة الرومان للحوريات، وصحيح أن هذه الفترات تركت آثاراً أدبية مثل كتاب (فن الهوى) لأوفيد، ولكن هذه الآثار الفنية لا تحكي عن الشفاء الاجتماعي المصاحب لظهور مثل تلك الأعمال.
إن الذين يحاولون الأخذ بمبدأ الانطلاق في مجال النزوات، يريدون القيام بتجزئة العلاقات الانسانية، فيأخذون اللذة ويتناسون المسؤولية. وأغلب الذين يأخذون باللذة وحدها يدفعون الثمن بالآلام النفسية.
وأغلب الذين يوازنون اللذة مع المسؤولية هم الذين يمكن أن نصفهم بالنضج العاطفي وأنهم لا يقعون بسهولة أسرى تلك العلاقات الطارئة، لأنهم بإحساسهم العميق بالمسؤولية يبحث كل منهم عن شريك للعمر ليتزوجه وينجب أطفالاً ويعيش حياة أسرية واجتماعية منتجة.
ودعوني أقول إن هؤلاء الأشخاص هم الذين اكتشفوا أثناء طفولتهم أن الزواج هو إطار سعيد لعلاقة متوازنة مع الجنس الآخر.
وإذا كان الربع الثالث من القرن العشرين قد تميز بالإسراف الشديد في ممارسة الشباب والبنات لعلاقات جسدية غير محسوبة العواقب في أميركا وأوروبا، فإن نداء العفة يغمر العالم الآن في الربع الأخير من القرن العشرين. وذلك أن العيادات النفسية تشهد الكثير من متاعب الشباب الذي يحيا في علاقات طارئة ومتعددة، كم أن متاعب الشباب التي تظهر في تلك العيادات يكون سببها عدم التوافق النفسي بين الشاب والفتاة، لأنهما يعيشان معاً دون زواج. إن بعضاً منهم يتزوج بالفعل، والبعض الآخر يعاني من إحساس شديد بالوحدة والحزن لأنهم عاشوا في تجربة الحياة مع فتيا أو شبان دون زواج، وظن كل مَن خاض هذه التجربة أنه سوف يجد بعضاً من الصفات التي يحبها في شريك هذه الحياة، لكنه لم يجدها. وأحد أهم أسباب الانفصال في هذه الحالات هو أن المرأة عندما تعشر بالحب العميق مع رجل ما فإنها تتمنى أن تتزوجه، ولكن الرجل قد لا يشعر بمثل هذا التجاوب العاطفي فيفضل الانفصال على الارتباط بامرأة لمجرد أنها تريده.
وعندما تتحطم العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة، فإنها تترك جراحاً عاطفية مؤلمة لفرد واحد هو الذي يعاني من مرارة الافتقاد لشريكه في التجربة العاطفية. وغالباً ما يخفف هذا الشخص من جروحه عن طريق حماية نفسه من الدخول مرة أخرى في علاقة عميقة لمدة سنوات بعد صدمة التجربة الأولى، ثم يتجه من بعد ذلك إلى تجربة أخرى يستفيد منها من أخطاء تجربته الأولى، وغالباً ما يوفق إلى الزواج.
وإذا كانت المجتمعات الغربية الآن تتقبل اجتماعياً ارتباط الشاب بالفتاة دون زواج، فإن الطلبة الأمريكيين ـ وكذلك الطالبات ـ صاروا لا يفضلون الارتباط غير المؤدي إلى زواج ولا يفضلون العلاقات الجسدية الكاملة دون زواج. إن تقرير (فانس باك أرد) لسلوك الطلبة الجامعيين الأمريكيين مليء بوجهة نظر أغلبية من الرجال الذين ينصحون بعدم الخوض في التجربة الجسدية الكاملة إلا بعد الزواج، وغالبية البنات الساحقة صارت تؤيد هذا الاتجاه.
وهذا يؤكد صحة الاتجاه لحماية النفس من العلاقات الطارئة لأن آلامها النفسية أكثر من فائدتها.
وإذا ما حاولنا أن نعرف المستوى التعليمي لمن خاضوا التجارب الجسدية الكاملة في منتصف المراهقة، سنجد أنهم عاشوا في عائلات تعليمها أدنى من المستوى الجامعي.
أما إذا كان الأبناء قد عاشوا في أسر تلقت علماً جامعياً، فإن نسبة الأبناء الذين يخوضون التجارب الجسدية الكاملة أقل بكثير. يحدث هذا في المجتمع الأمريكي الذي يقال عنه إنه أكثر المجتمعات احتراماً لحرية الفرد.
وإذا تساءل القارئ (لماذا)؟
فإن الإجابة هي:
ـ إن الوالدين إذا ما تمتعا بتعليم عال فهما يميلان إلى الحزم والصرامة في مختلف الأمور. ويغرسان في أعماق أبنائهم وبناتهما طموحات وأمنيات كبيرة. ومثل هؤلاء الآباء والأمهات يتوقعون لأبنائهم مستوىً تعليمياً راقياً وعالياً، ويملكون نظرة علمية ناجحة يشخصون بها السلوك الحسن المقبول من السلوك غير المقبول.
أما الآباء والأمهات ذوو التعليم القليل فلا يعطون أبنائهم مثل هذا الاهتمام.
لذلك، فمن الطبيعي أن تجد لدى الأسرة المتعلمة فرصة لأن تصحب الابن في طفولته إلى المتاحف، وحفلات الموسيقى، وقاعات الرسم. وتمتدح الأسرة نشاط ابنها الثقافي، وتعلمه احترام السلطات، وتقرأ له الأم عن الأبطال.
إن مثل هذه الأسر تعلم الطفل أهمية أن ينشأ الانسان في أسرة، لذلك لا يفكر هذا الطفل في الكبر ـ لا شعورياً ـ في إنجاب طفل إلا في إطار أسرة متماسكة.
وهذا لا يعني أن أبناء الأسر أقل تعليماً غير قادرة على تربية أطفال يحترمون فكرة الأسرة. لا. إن بعضاً من هذه الأسر أنجب قادة وزعماء وعلماء، ولكن الباحثين أثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك أن آباء أو أمهات أو أقارب هؤلاء القادة والزعماء والعلماء كانوا يضعون قيمة العلم فوق كل قيمة، لذلك لم ينغمس هؤلاء القادة والزعماء والعلماء في علاقات تسرق منهم الوقت أو تشتتهم عن الهدف.
إن التسامي بالإعلاء بالاهتمامات الجنسية منذ الطفولة وأثناء المراهقة هو الذي يتيح للانسان التقدم العلمي والأدبي. هذه هي الحقيقة الواضحة لنا، ولم يأتنا أحد بعكسها حتى الآن.
ولنا الآن أن نتناول تفاوت السلوك الجنسي وأنماطه عند الفتى والفتاة.
إن السلوك الجنسي له جانب غريزي فطري، وله جانب آخر ثقافي يتعلمه الكائن البشري من مجتمعه. وفي المجتمعات البشرية غالباً ما نجد الفتى يلعب الدور الفعال في العثور على الفتاة التي تروقه، ويحاول إقناعها بنفسه وبتقبله. وغالباً ما تستجب الفتاة للحب كطريق للزواج وللشعور أنها محبوبة، وأن هناك مَن يحتاج إليها، وهي تلعب هذا الدور بمهارة. ولا يعنى هذا أن للفتى دوراً إيجابياً وللفتاة دوراً سلبياً، فلكل من الاثنين دور إيجابي ودور آخر سلبي.
فالفتاة التي تختار ملابسها بعناية فائقة، وتحرص على التواجد في مجتمعات يوجد فيها عدد من الشباب، إنما تلعب دوراً إيجابياً غير مرئي في مسألة جذب الاهتمام إليها. ويلعب الشاب الذي يعجب بها دوراً إيجابياً ظاهراً في إبداء الإعجاب بها، إنه يندفع تلقائياً لينظر إليها، ويثير اهتمامها حتى دون أن يعرف شيئاً عن شخصيتها، وهل هي جذابة بالفعل ومناسبة لشخصيته أم لا. وإذا ما تحدث الشاب فهو يتحدث غالباً بروح من المبالغة عن قدراته الاجتماعية وصفاته الشخصية ظناً منه أن ذلك يجذب إليه الفتاة. ولا ينتبه الفتى إلى أن الفتاة تملك غالباً إحساساً واقعياً يخترق إطار الشكل الوسيم ليبحث عن مدى جذبه هذا الشاب وهل يمكن الارتباط به أم لا.
إن الشاب يندفع أحياناً بغرور، مما يجعل الفتاة تشعر أنه ممل وغير جذاب.
وإذا ما دخل الشاب في تجربة كاملة مع فتاة ـ كما يحدث في بعض الأحيان في أميركا وأوروبا ـ فهي تبحث عن قدرته على رعاية مشاعرها، وهل هو قادر على إقامة علاقة عاطفية أساسها الجاذبية الجسدية أم لا.
والشاب في غالبية الحالات غير مستعد للارتباط العاطفي والزواج إلا من فتاة يهواها بعمق. والمرأة قادرة ـ كما قلت ـ على التمييز الواقعي بين الرجل الذي يمكنها الاعتماد عليه، وبين الرجل الذي يلعب دور النحلة عندما تقترب من الزهرة رغبة في بعض الرحيق ثم الهرب. إن الفتاة تعلم أنها تقدم الكثير، لذلك تطلب التجاوب الكامل. ولهذا السبب لا تنخدع الفتاة بسهولة إلا في المراهقة المبكرة، فهي قد تنخدع في تلك الفترة بالشكل الوسيم والوجه المقبول.
وهذا يعني أن المرأة تفضل غريزياً أن تدخر اللقاء الجنسي الكامل للرجل الذي تتوقع أن تحبه للأبد. هذا ما تقوله الأبحاث في مجتمعات تتمتع بالحرية الكاملة للرجل والمرأة.
والشاب صاحب الوعي هو الذي يكبح جماح غروره فلا يندفع بحثاً عن أي علاقة، لأن هناك أيضاً فتيات يمثلن دور الساذجات ولكن لا قلوب لهن، وهواية بعضهم تحطيم قلوب الشباب بعدوانية.
وعندما يخطب الشاب فتاة فهو قد يلحظ كثرة سؤالها له: (هل تحبني)؟
والسبب في ذلك أنها تخاف بغير وعي من أن تفقد اهتمام مَن يحبها. ولا ينبغي أن يجب الشاب بقلة صبر: (نعم، أحبك). إن عليه أن يعلم أن الفتاة تريد أن تتأكد أن علاقته بها تسير إلى الزواج فعلاً.
إن المرأة أكثر واقعية من الرجل. هذا ما أثبتته التجارب رغم أن هذه الواقعية تتغلف أحياناً برومانسية شديدة.
ويظهر ذلك بوضوح في اهتمام الفتاة بحفل الزواج، ولذلك دلالة شديدة على حب المرأة للرسميات.
ونلحظ بعد الزواج أن المرأة تقدس تماماً تذكر زوجها لعيد زواجهما وعيد ميلادها، إنها تقدس فكرة أن تكون محبوبة وأن يؤكد لها الزوج ذلك.
منقول
* دكتور سبوك
عندما يكبر الشاب ويتقدم لخطبة فتاة، يندهش لسؤالها المتجدد (هل تحبني حقاً)؟ إنها تسأل هذا السؤال لمجرد أن تشعر أنها محبوبة ومرغوبة وأن الرجل قادر على إسعادها.
فوجئ الأب بأن مدرسة ابنه تطلبه في عمله تليفونياً لتخبره بضرورة الحضور الفوري إلى المدرسة.
وسألها الأب بتوتر: (هل أسباب ابني مكروه)؟
أجابت المدرسة بحدة مبالغ فيها: (جسدياً لم يصب ابنك بشيء، ولكن أخلاقياً يحمل ابنك أكثر من ميكروب للفساد).
وأغلق الأب سماعة التليفون بضيق شديد، واستأذن من رب العمل ليذهب إلى المدرسة. وهناك طلب لقاء المدرسة التي طلبته تليفونياً، ووجدها متزمتة، حادة الطباع، وقدمت له قصاصة من مجلة نسائية تحمل صورة سيئة للنساء،
تساءل الأب بضيق: (وماذا في هذه القصاصة)؟
قالت المدرسة وكأنها تحكي فضيحة ضخمة: (لقد ضبطت ابنك الذي لم يتجاوز العاشرة وهو يدعو زميلته لرؤية هذه الصورة، وهذا فساد).
ضحك الأب ضحكة بسيطة وقال للمدرسة: (دعيني أعالج هذا الموضوع بطريقتي، ولا تعاقبي الطفل على ذلك).
وقال الأب لنفسه: (لو أن المدرسة قرأت كتاباً واحداً عن النمو النفسي للأطفال لما تصرفت مثل هذا التصرف).
إن الانسان ليس مجرداً من المشاعر. ومشاعره يتسق فيها المنطق والأخلاق في نسيج واحد. وأي خروج عن الأخلاق الاجتماعية السائدة يسبب للانسان بعضاً من الوساوس.
إن الانسان لا يحاول أن يقرر للآخرين ما المناسب أو الصحيح، ولكن الانسان كائن اجتماعي يحب أن ينشأ وينمو على احترام عميق للأسس والقواعد الاجتماعية.
وقد يقول قائل: (ولماذا تزدهر إذن تجارة الكتب التي تتحدث حديثاً مكشوفاً عن العلاقات بين الرجل والمرأة؟ ولماذا تتخصص جرائد ومجلات بنشر التقارير والتحقيقات المصورة الملونة عن العلاقة بين الرجل والمرأة)؟
ونقول: إن علينا أن نعرف أن الذين يستثمرون أموالهم في مثل هذه التجارة صاروا اليوم يعانون من قلة في الزبائن. والسبب هو اكتشاف الجمهور في الغرب والشرق أن ما يبيعه هؤلاء التجار هو الوهم.
صحيح أن الكبار، حتى المثاليين منهم، يطالعون بعضاً من هذه الكتب أو المجلات في بعض الأحيان بدافع من الفضول. ومن الصحيح أيضاً أن الانسان المتوازن نفسياً يعرف أن هذه المجلات وتلك الجرائد هي تجارة من خداع.
وعندما يعثر المراهق بين أوراق البيع على مجلة من تلك المجلات قد يقول: (ولماذا يتحدث الكبار عن مثل هذه المجلات بعدم تقدير، ثم يشترونها)؟
وأقول: إن داخل كل انسان مهما نضج طفولته ومراهقته. ففي الطفولة كان الطفل يعبر عن حبه لأمه، كان الفتاة تعبر عن حبها لأبيها. كان هذا الحب له سمة رومانسية غلابة. ومنذ العام السابع والطفل يختلس النظر إلى الأعضاء التناسلية ويحاول أن يعرف الفروق بين الرجل والمرأة. ولا مانع بطبيعة الحال من أن يضحك المراهق للنكتة غير المهذبة وأن يطلق التعبيرات الساخرة على الصور شبه العارية. وعندما يقابل المراهق قيود المجتمع فإنه يتمرد ظاهرياً على هذه التقاليد ولكنه يحترمها في النهاية، ورغم ذلك فهو يضحك لسماع تلك النكتة أو لرؤية المشهد المبتذل تماماً كما يضحك وهو يرى رجلاً انزلق على قشرة موز في الطريق. إن هذه الخشونة التي يقابل بها المراهق الصورة المبتذلة أو النكتة غير المهذبة لا تدل على الفساد الخلقي، بل هي ضحكات لمجرد التنفيس عن الكبت.
وقد يقول قائل: (إن الكبت هو حالة من القمع، وأي خروج عنه يسبب الإحساس بالذنب).
هذا صحيح تماماً. إن الكبت حالة من القمع، أما الإحساس بالذنب فهو عقاب يقوم به الانسان لنفسه في حالة إحساسه بالخروج عن المألوف.
ولابد لنا أن نقول إن الأجيال الجديدة صارت أقل إحساساً بالذنب من الأجيال السابقة.
لقد كانت الأجيال منذ خمسين عاماً تقيم الكثير من الأسوار حول الكثير من الأمور، ثم خفت قبضة المجتمعات قليلاً بخصوص الحديث عن المحرمات. واندفع الشباب الأوروبي والأمريكي في موجة من الانحلال سميت (الحرية الجنسية)، وكان شعارها: (إن من حق أي اثنين أن يمارسا الجنس ما دام ذلك لا يضر أحداً). ولكن ثبت باليقين أن تلك (الحرية) صار لها عواقب وخيمة، وصارت هناك أمراض لا يعرف أحد علاجاً لها. لقد ظن البعض في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات أن اكتشاف أقراص منع الحمل هو اكتشاف لحارس جديد يخبئ أخطاءنا من محاكمة ضمير البشرية العام. فلن تعاني فتاة من الحمل غير الشرعي، ولن يعاني مجتمع من العار الذي كان يسببه ميلاد عشرات من الأطفال غير الشرعيين. ولكن الذين ظنوا مثل هذه الظنون تبين لهم بعد سنوات من ممارسة العلاقات غير المستقرة أن نهاية هذا الطريق هي الخراب.
إن الحب في جوهره الانساني ليس ممارسة التواصل الجسدي فقط، ولكنه أولاً وأخيراً القدرة على رعاية الآخرين.
إن تاريخ البشرية يحفل بالفترات التي انطلق فيها الرجال والنساء إلى ممارسات إرواء غرائزهم دون مراعاة للمسؤولية الاجتماعية والانسانية. وكانت النتيجة دائماً ظهور أمراض غير قابلة للشفاء.
صحيح أن تلك الفترات سجلت لوحات فنية صنعها الخيال مثل لوحات مطاردة الرومان للحوريات، وصحيح أن هذه الفترات تركت آثاراً أدبية مثل كتاب (فن الهوى) لأوفيد، ولكن هذه الآثار الفنية لا تحكي عن الشفاء الاجتماعي المصاحب لظهور مثل تلك الأعمال.
إن الذين يحاولون الأخذ بمبدأ الانطلاق في مجال النزوات، يريدون القيام بتجزئة العلاقات الانسانية، فيأخذون اللذة ويتناسون المسؤولية. وأغلب الذين يأخذون باللذة وحدها يدفعون الثمن بالآلام النفسية.
وأغلب الذين يوازنون اللذة مع المسؤولية هم الذين يمكن أن نصفهم بالنضج العاطفي وأنهم لا يقعون بسهولة أسرى تلك العلاقات الطارئة، لأنهم بإحساسهم العميق بالمسؤولية يبحث كل منهم عن شريك للعمر ليتزوجه وينجب أطفالاً ويعيش حياة أسرية واجتماعية منتجة.
ودعوني أقول إن هؤلاء الأشخاص هم الذين اكتشفوا أثناء طفولتهم أن الزواج هو إطار سعيد لعلاقة متوازنة مع الجنس الآخر.
وإذا كان الربع الثالث من القرن العشرين قد تميز بالإسراف الشديد في ممارسة الشباب والبنات لعلاقات جسدية غير محسوبة العواقب في أميركا وأوروبا، فإن نداء العفة يغمر العالم الآن في الربع الأخير من القرن العشرين. وذلك أن العيادات النفسية تشهد الكثير من متاعب الشباب الذي يحيا في علاقات طارئة ومتعددة، كم أن متاعب الشباب التي تظهر في تلك العيادات يكون سببها عدم التوافق النفسي بين الشاب والفتاة، لأنهما يعيشان معاً دون زواج. إن بعضاً منهم يتزوج بالفعل، والبعض الآخر يعاني من إحساس شديد بالوحدة والحزن لأنهم عاشوا في تجربة الحياة مع فتيا أو شبان دون زواج، وظن كل مَن خاض هذه التجربة أنه سوف يجد بعضاً من الصفات التي يحبها في شريك هذه الحياة، لكنه لم يجدها. وأحد أهم أسباب الانفصال في هذه الحالات هو أن المرأة عندما تعشر بالحب العميق مع رجل ما فإنها تتمنى أن تتزوجه، ولكن الرجل قد لا يشعر بمثل هذا التجاوب العاطفي فيفضل الانفصال على الارتباط بامرأة لمجرد أنها تريده.
وعندما تتحطم العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة، فإنها تترك جراحاً عاطفية مؤلمة لفرد واحد هو الذي يعاني من مرارة الافتقاد لشريكه في التجربة العاطفية. وغالباً ما يخفف هذا الشخص من جروحه عن طريق حماية نفسه من الدخول مرة أخرى في علاقة عميقة لمدة سنوات بعد صدمة التجربة الأولى، ثم يتجه من بعد ذلك إلى تجربة أخرى يستفيد منها من أخطاء تجربته الأولى، وغالباً ما يوفق إلى الزواج.
وإذا كانت المجتمعات الغربية الآن تتقبل اجتماعياً ارتباط الشاب بالفتاة دون زواج، فإن الطلبة الأمريكيين ـ وكذلك الطالبات ـ صاروا لا يفضلون الارتباط غير المؤدي إلى زواج ولا يفضلون العلاقات الجسدية الكاملة دون زواج. إن تقرير (فانس باك أرد) لسلوك الطلبة الجامعيين الأمريكيين مليء بوجهة نظر أغلبية من الرجال الذين ينصحون بعدم الخوض في التجربة الجسدية الكاملة إلا بعد الزواج، وغالبية البنات الساحقة صارت تؤيد هذا الاتجاه.
وهذا يؤكد صحة الاتجاه لحماية النفس من العلاقات الطارئة لأن آلامها النفسية أكثر من فائدتها.
وإذا ما حاولنا أن نعرف المستوى التعليمي لمن خاضوا التجارب الجسدية الكاملة في منتصف المراهقة، سنجد أنهم عاشوا في عائلات تعليمها أدنى من المستوى الجامعي.
أما إذا كان الأبناء قد عاشوا في أسر تلقت علماً جامعياً، فإن نسبة الأبناء الذين يخوضون التجارب الجسدية الكاملة أقل بكثير. يحدث هذا في المجتمع الأمريكي الذي يقال عنه إنه أكثر المجتمعات احتراماً لحرية الفرد.
وإذا تساءل القارئ (لماذا)؟
فإن الإجابة هي:
ـ إن الوالدين إذا ما تمتعا بتعليم عال فهما يميلان إلى الحزم والصرامة في مختلف الأمور. ويغرسان في أعماق أبنائهم وبناتهما طموحات وأمنيات كبيرة. ومثل هؤلاء الآباء والأمهات يتوقعون لأبنائهم مستوىً تعليمياً راقياً وعالياً، ويملكون نظرة علمية ناجحة يشخصون بها السلوك الحسن المقبول من السلوك غير المقبول.
أما الآباء والأمهات ذوو التعليم القليل فلا يعطون أبنائهم مثل هذا الاهتمام.
لذلك، فمن الطبيعي أن تجد لدى الأسرة المتعلمة فرصة لأن تصحب الابن في طفولته إلى المتاحف، وحفلات الموسيقى، وقاعات الرسم. وتمتدح الأسرة نشاط ابنها الثقافي، وتعلمه احترام السلطات، وتقرأ له الأم عن الأبطال.
إن مثل هذه الأسر تعلم الطفل أهمية أن ينشأ الانسان في أسرة، لذلك لا يفكر هذا الطفل في الكبر ـ لا شعورياً ـ في إنجاب طفل إلا في إطار أسرة متماسكة.
وهذا لا يعني أن أبناء الأسر أقل تعليماً غير قادرة على تربية أطفال يحترمون فكرة الأسرة. لا. إن بعضاً من هذه الأسر أنجب قادة وزعماء وعلماء، ولكن الباحثين أثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك أن آباء أو أمهات أو أقارب هؤلاء القادة والزعماء والعلماء كانوا يضعون قيمة العلم فوق كل قيمة، لذلك لم ينغمس هؤلاء القادة والزعماء والعلماء في علاقات تسرق منهم الوقت أو تشتتهم عن الهدف.
إن التسامي بالإعلاء بالاهتمامات الجنسية منذ الطفولة وأثناء المراهقة هو الذي يتيح للانسان التقدم العلمي والأدبي. هذه هي الحقيقة الواضحة لنا، ولم يأتنا أحد بعكسها حتى الآن.
ولنا الآن أن نتناول تفاوت السلوك الجنسي وأنماطه عند الفتى والفتاة.
إن السلوك الجنسي له جانب غريزي فطري، وله جانب آخر ثقافي يتعلمه الكائن البشري من مجتمعه. وفي المجتمعات البشرية غالباً ما نجد الفتى يلعب الدور الفعال في العثور على الفتاة التي تروقه، ويحاول إقناعها بنفسه وبتقبله. وغالباً ما تستجب الفتاة للحب كطريق للزواج وللشعور أنها محبوبة، وأن هناك مَن يحتاج إليها، وهي تلعب هذا الدور بمهارة. ولا يعنى هذا أن للفتى دوراً إيجابياً وللفتاة دوراً سلبياً، فلكل من الاثنين دور إيجابي ودور آخر سلبي.
فالفتاة التي تختار ملابسها بعناية فائقة، وتحرص على التواجد في مجتمعات يوجد فيها عدد من الشباب، إنما تلعب دوراً إيجابياً غير مرئي في مسألة جذب الاهتمام إليها. ويلعب الشاب الذي يعجب بها دوراً إيجابياً ظاهراً في إبداء الإعجاب بها، إنه يندفع تلقائياً لينظر إليها، ويثير اهتمامها حتى دون أن يعرف شيئاً عن شخصيتها، وهل هي جذابة بالفعل ومناسبة لشخصيته أم لا. وإذا ما تحدث الشاب فهو يتحدث غالباً بروح من المبالغة عن قدراته الاجتماعية وصفاته الشخصية ظناً منه أن ذلك يجذب إليه الفتاة. ولا ينتبه الفتى إلى أن الفتاة تملك غالباً إحساساً واقعياً يخترق إطار الشكل الوسيم ليبحث عن مدى جذبه هذا الشاب وهل يمكن الارتباط به أم لا.
إن الشاب يندفع أحياناً بغرور، مما يجعل الفتاة تشعر أنه ممل وغير جذاب.
وإذا ما دخل الشاب في تجربة كاملة مع فتاة ـ كما يحدث في بعض الأحيان في أميركا وأوروبا ـ فهي تبحث عن قدرته على رعاية مشاعرها، وهل هو قادر على إقامة علاقة عاطفية أساسها الجاذبية الجسدية أم لا.
والشاب في غالبية الحالات غير مستعد للارتباط العاطفي والزواج إلا من فتاة يهواها بعمق. والمرأة قادرة ـ كما قلت ـ على التمييز الواقعي بين الرجل الذي يمكنها الاعتماد عليه، وبين الرجل الذي يلعب دور النحلة عندما تقترب من الزهرة رغبة في بعض الرحيق ثم الهرب. إن الفتاة تعلم أنها تقدم الكثير، لذلك تطلب التجاوب الكامل. ولهذا السبب لا تنخدع الفتاة بسهولة إلا في المراهقة المبكرة، فهي قد تنخدع في تلك الفترة بالشكل الوسيم والوجه المقبول.
وهذا يعني أن المرأة تفضل غريزياً أن تدخر اللقاء الجنسي الكامل للرجل الذي تتوقع أن تحبه للأبد. هذا ما تقوله الأبحاث في مجتمعات تتمتع بالحرية الكاملة للرجل والمرأة.
والشاب صاحب الوعي هو الذي يكبح جماح غروره فلا يندفع بحثاً عن أي علاقة، لأن هناك أيضاً فتيات يمثلن دور الساذجات ولكن لا قلوب لهن، وهواية بعضهم تحطيم قلوب الشباب بعدوانية.
وعندما يخطب الشاب فتاة فهو قد يلحظ كثرة سؤالها له: (هل تحبني)؟
والسبب في ذلك أنها تخاف بغير وعي من أن تفقد اهتمام مَن يحبها. ولا ينبغي أن يجب الشاب بقلة صبر: (نعم، أحبك). إن عليه أن يعلم أن الفتاة تريد أن تتأكد أن علاقته بها تسير إلى الزواج فعلاً.
إن المرأة أكثر واقعية من الرجل. هذا ما أثبتته التجارب رغم أن هذه الواقعية تتغلف أحياناً برومانسية شديدة.
ويظهر ذلك بوضوح في اهتمام الفتاة بحفل الزواج، ولذلك دلالة شديدة على حب المرأة للرسميات.
ونلحظ بعد الزواج أن المرأة تقدس تماماً تذكر زوجها لعيد زواجهما وعيد ميلادها، إنها تقدس فكرة أن تكون محبوبة وأن يؤكد لها الزوج ذلك.
منقول
BAHHAR- مراقب إستراحة النجـــــــــــوم
- عدد الرسائل : 1706
العمر : 30
البلد : السعوديه - القطيف
العمل/الترفيه : طالب ثنوي
تاريخ التسجيل : 12/04/2008
رد: المراهقة هي عمر العبقرية
مشكور كثير بحاررررررررررررررررررررررر
موضوع حلو كثيثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثير
موفق
موضوع حلو كثيثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثير
موفق
همسة- نجم ذهبي
- عدد الرسائل : 1030
العمر : 28
البلد : في عالم الاحلام
العمل/الترفيه : عازفة بيانوو
المزاج : تعبان
تاريخ التسجيل : 04/04/2008
رد: المراهقة هي عمر العبقرية
يسلمو على الرد الحلو
BAHHAR- مراقب إستراحة النجـــــــــــوم
- عدد الرسائل : 1706
العمر : 30
البلد : السعوديه - القطيف
العمل/الترفيه : طالب ثنوي
تاريخ التسجيل : 12/04/2008
رد: المراهقة هي عمر العبقرية
مشكور
على النقل المميز
احسنت الاختيار
تحياتي
على النقل المميز
احسنت الاختيار
تحياتي
دمعه فرح- نجم فضي
- عدد الرسائل : 195
العمر : 31
البلد : Dubai
العمل/الترفيه : خـــــــواطر
المزاج : مزااااااااااااااااااااج
تاريخ التسجيل : 19/06/2008
رد: المراهقة هي عمر العبقرية
يسلمو على المرور
BAHHAR- مراقب إستراحة النجـــــــــــوم
- عدد الرسائل : 1706
العمر : 30
البلد : السعوديه - القطيف
العمل/الترفيه : طالب ثنوي
تاريخ التسجيل : 12/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى